تتغير الحياة دائمًا بوقع بطيء وممل، تتماشى مع خطواتك دائمًا ولكنها قد تتغير تغيرًا مفاجئًا وسريعًا عند القفز من أعلى شلال مثلًا أو اللحاق بنحلة إلى عقر دارها، وقد تتغير أيضًا بإنجابك طفلًا لا يعلم شيئًا من الحياة سواك
هنا تتغير الحياة كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة وكل ثانية. فمثلًا الرجل والمرأة يحبان بعضهما بعضًا فيرتبطا وهذا طبيعي، فيتزوجان وتحمل الزوجة، وهذا أيضًا أمر طبيعي، ويأتى يوم ولادة هذا الكائن الصغير، ولن أتطرق لألم الولادة سواء أكانت ولادة قيصرية أم طبيعية؛ فالأمر فى الاثنين سواء؛ ألم ودما لكن دعونا نعود مع هذه العائلة اللطيفة إلى بيتهم مرحبين بهذا الصغير معهم، وياله من طفل رقيق لطيف
أول يوم أو أول أسبوع يصبح النظر إليه متعة ويصبح شم رأسه أيضًا متعة وتصبح رضاعته متعة ولكن فجأة يصبح وحشًا مفترسًا
لا ينام ولا تنامي، لا يشبع، لا يتوقف عن البكاء، يريد من يلاعبه طوال اليوم. ومع انهيار ساعتك البيولوجية والنفسية وعدم قدرتك على التحمل
تصبح نقطة الانهيار وشيكة، يقولون لك: لستِ أول أُمٍّ تلد.. نعم.. أعلم.. إنه ليس سوى أول طفل، فما بالك بالبقية؟ نعم أعلم نحن في زماننا نلد ونرضع ونحارب التاتار
حقًّا يا لكم من قوة عظمى ولكني لا أتحدث عنكم أنا أتحدث عني أنا فقط.. أتعلمون لماذا؟ لأني أنا من أشعر بالألم لا أنتم
أنا من أشعر بالتقيد لا أنتم.. أنا من أشعر بالهزيمة أمام كائن أفوقه في الحجم مرات لا أنتم؛ لهذا لم ولن تشعروا بما أشعر به، فرجاءً فلتقولوا خيرًا أو لتصمتوا
لكن بين هؤلاء قد يأتي فارسك على حصانه الأبيض ليمد لكِ يد المساعدة، وهنا تشبثي وبقوة واتركيه يحمل عنك قليلًا حتى تُتاح لكِ فرصة النوم أو أخذ حمام دافئ أو الأكل
لكي تستطيعي الاستمرار في سعيك وتأدية رسالة أنتِ أحق بها من غيرك وأنتِ أعلم بها عن غيرك
فعلى الرغم من أن وجود هذا الكائن الصغير في حياتي قد غيَّر كل معطيات حياتي النفسية والعصبية والمادية، ولكن يبقى ابني هو حياتي