الثانية عشرة والنصف. كم سريعاً مرّ الوقت
منذ أن أشعلتُ مصباحي في التاسعة
حتى أجلس هنا. بقيت جالساً دون أن أقرأ
ودون أن أتكلم، ترى أتكلم مع مَن،
وأنا وحيد في هذا البيت.
.
منذ الساعة التاسعة، عندما أشعلت المصباح،
ظهر لي خيالُ جسدي الغضّ وجعلني أسترجع
عطورَ الغرفِ المغلقة
وملذّات سالفة، ملذّات جريئة.
لقد رأيت ثانية كما آنذاك
شوارعَ يصعب الآن التعرف عليها،
ملاه أُغلِقت كانت تضج بالحركة،
ومسارح ومقاه كان لها وجود فيما مضى.
وأيضاً جاءني خيالُ جسدي الغضّ
بذكريات مؤلمة :
حِداد العائلة، فراق،
وأناس أعزاء،
وبمشاعر ذووي، مشاعر الموتى
التي لم تُقدَّر حق التقدير...
الثانية عشرة والنصف. كم سريعاً مرّ الوقت.
الثانية عشرة والنصف. كم سريعاً مرّت، السنوات...
*
ترجمة عبدالقادر الجنابي
**
ترجمة أخرى:
**
الثانية عشرة والنصف. مرٌ الوقت سريعا
منذ التاسعة حين أوقدت المصباح وجلست
جلست هنا دون أن أقرأ أو أتكلم
وحيدا في هذا المنزل لا أحد أتحدث إليه.
منذ أوقدت المصباح في التاسعة
جاءني طيف جسدي وأنا شاب
جاء يواسيني، يذكرني
بغرف مغلقة تعبق بالعطور،
بعواطف جامحة ماتت منذ زمن
بمغامرات طائشة
كما أحيا، طيف جسدي وأنا شاب
جاء يواسيني، يذكرني
بغرف مغلقة تعبق بالعطور
بعواطف جامحة ماتت منذ زمن
بمغامرات طائشة
كما أحيٌا، طيف جسدي الشاب، ذكريات الشوارع المنسية
وأماكن اللهو العامرة بالناس، والتي اندثرت،
وذكريات المسارح وموائد المقاهي من الزمن البعيد
هذه الرؤية.. رؤية جسدي في شبابه
جّلبت على أيضا بعض الأحزان:
الفراق، حِدّاد الأسرة،
أحاسيس أهلي، ومشاعر ألموتى
الذين لم ينالوا تقديرا يذكر وهم أحياء.
الساعة الثانية عشرة والنصف، يمر الوقت.
الساعة الثانية عشرة والنصف، تمر السنوات.
*
نوفمبر 1917